الأربعاء، 5 أغسطس 2009

الطفــــل اليائــــس ...

بسم الله الحق القائل :( بل نقذف بالحق على الباطل )

بسم الله الجليل القائل : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )

ها أنا أقلب الماضي وأستحضر الحاضر ولم يتبقى لليوم المرتقب سوى 65 يوما !!

الكل يترقب تلك النتيجة المجهولة ، جميع الساحات جميع الطلبة ، كل من يهمه سقوط الاسلاميين

كل من يهمه ظهور التيارات الحرة !!

لن أناقش هنا قضية الفوز والخسارة !!

فهل يخطر في بالنا اليوم وفي هذا الوقت موضوع أهم من الفوز !!!!!!!!!

كثير منا سيقول لا أعتقد !!

آمل بأن نعرف الموضوع الأهم من الفوز من خلال هذا الموقف :

عندما تولى حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر ذهب الى الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله ،

( كانت غاية زيارة الرئيس حسني مبارك للشيخ الشعراوي رحمه الله هي أن يحصل على تزكية أمام الشعب المصري

من قبل الشيخ متولي ، ليطاع أمره ويجتنب عن ما نهى )

تخيلوا معي هذا الموقف ، يصعد الرئيس حسني مبارك منصة المسرح أمام الحشود الحاشدة ، ويطلب من الشيخ متولي الشعراوي

أن يلقي خطابا لهذا الجمهور ، فيصعد الشيخ متولي رحمه الله تلك المنصة ويبدأ حديثه بالبسملة ويرحب بالجمهور ،

ولم يطل في كلامه ، بل ترك لنا وللأمة الاسلامية مقولة لنعتبر بها :

فقد وضع يده على كتف الرئيس حسني مبارك وقال له :

(يا رئيس : من طُلِب الى شيء أعين عليه !! ومن طَلَبَ شيء وكل إليه )

ثم نزل من تلك المنصة وغادر المسرح رحمه الله

لو نتبحر قليلا في ما قاله الشيخ ، سنفرق بين أمرين :
الأمر الأول : من يَطلُب المنصب :
أنا كشخص لا أرى في طلب المنصب عيب يعاب فهو حق لكل شخص ، لكن من يطلب المنصب يجب
أن ينظر في نفسه شرطين :
1- أن يكون ( كفء ) لهذا المنصب .
2- أن لا يكون طلبه مقترن بتهديد !! كمن يطالب بالرئاسة فإن لم يأخذها فسيعلن انشقاقه !!
ولا شك بأن الشرط الأول لا نختلف عليه ، لكن من لا يطبق الشرط الثاني يؤسفني أن أهديه لقب
( الطفــــــل اليائـــــــــــــس )
فهو يذكرني بموقف طفولي متكرر كثيرا ، فالطفل أحيانا عندما يخرج مع أمه متجولا بالسوق
لا يكاد يرى شيئا أعجبه إلا وبدأ بالصراخ والنواح لتشتري له أمه ما أعجبه ، فإن أبت الأم أن تشتري ،
هدد أمه قائلا ان لم تشتري لي فلن أمشي معكِ بالسوق وسأمشي منفردا بطريق غير طريقك !!
أما الأمر الثاني وهو : من يُطلَب الى المنصب :
وبهذه الطريقة نتمنى أن تؤخذ المناصب ، بأن ينادى الشخص الى المنصب ولا ينادي نفسه له ،
فهنا من يأخذ المنصب لا شك بأن سيكون كل من طلبه لهذا المنصب معينا له مقدما له ما يحتاجه منه
مبعدا عنه الشبهات والمشاكل .
أتمنى أن تكون رسالة الطفل اليائس سهلة الفهم : )